الإنتوساي وجائحة فيروس كورونا
تواصل الأمانة العامة سعيها لتقديم الدعم والمساعدة لأعضاء الإنتوساي ولهيئاتها، وتواصل جهودها في نطاق إمكانياتها ومع مراعاة القيود الضرورية الموجودة والتي تؤثر أيضًا على عمل منظمتنا في زمن جائحة فيروس كورونا غير المسبوق، الذي تؤثر نتائجه علينا جميعًا. فخلال فترة التباعد الاجتماعي هذه والقيود الشديدة على السفر والتغيرات الجوهرية في حياتنا، يتعين علينا جميعا خلق طرق جديدة للتعاون ولتبادل المعلومات والمعرفة من أجل الحفاظ على دوام التواصل بين أعضاء مجتمع التدقيق الدولي.
وستؤثر أزمة الفيروس التاجي وتداعياتها أيضًا على الأولويات التي سينبغي للإنتوساي والأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة تحديدها لعملها المستقبلي. وفي هذا السياق قد يتعين على الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة أن تعيد تقييم مناهجها في بعض مجالات المراجعة، بما في ذلك وضع المعايير الجديدة، وخاصة في مجال الرعاية الصحية.
ظلت ومازالت الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة لا تركز فقط على إمكانيات الادخار والاقتصاد، بل تركز أيضا على كيفية تقديم الخدمات للمواطنين بأفضل طريقة ممكنة، وذلك بهدف تحقيق المنفعة للمواطنين والمحافظة على جودة الخدمات، وسينبغي علينا أن نضع هذا المجال نصب أعيننا في المستقبل.
وسيتعين على جميع الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة أن تستخلص دروسها من جائحة فيروس كورونا للحفاظ على أهميتها، كما سيتعين على الدول تحديد الأولويات فيما يتعلق بتوفير الإمدادات للسكان، والتي قد تختلف عن الأولويات التي اتخذتها قبل هذه الأزمة العالمية. ويجب على الأجهزة الرقابية العليا أن تساهم أيضًا في منع الانتهازيين من تحقيق أرباحهم الفاحشة نتيجة هذه الأزمة، فالأموال المنفقة على حماية الاقتصاد الوطني ودعم المواطنين المتضررين يجب أن تصل إلى أولئك الذين يحتاجون إليها حقاً، وفي هذا السياق يجب على الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة أن تحافظ – في نطاق صلاحياتها وبقدر الإمكان – على الإدارة السليمة لهذه المليارات التي يتم تخصيصها الآن لمعالجة الأزمة وأن تضمن استخدام تلك المبالغ لتحقيق الأغراض المنشودة.
أما فيما يتعلق باستمرارية أداء وعمل الإنتوساي، فإننا نشجع جميع لجان الإنتوساي وهيئات العمل لديها على النظر عن كثب في حاجتها الفعلية إلى عقد اجتماعاتها السنوية هذا العام، حيث أنه قد يصعب علينا عقد جميع تلك الاجتماعات المؤجلة في فترة الخريف، حتى إن تم تنظيمها كاجتماعات افتراضية.
ولكن ان اتفق مسؤولو وأعضاء اللجان على ضرورة عقد الاجتماعات لأنها مسألة حاسمة لضمان استمرارية نشاط اللجنة أو الهيئة والامتثال لخطط عملها فيجب أن تكون افتراضية.
وتتطلب مثل هذه الاجتماعات الافتراضية جداول أعمال قصيرة ودقيقة، كما ينبغي – بقدر الإمكان - أن تكون مدة الاجتماع قصيرة وأن تتم مناقشة بنود جدول الأعمال التي تتطلب قرارات دون عروض طويلة. وعلاوة على ذلك فإن عقد هذه المؤتمرات الدولية عبر الفيديو / الهاتف تتطلب إعدادًا أكثر دقة وشمولية، وفي هذا السياق فإنه من الضروري أيضا وضع قواعد صارمة لمثل هذه الاجتماعات، أو بمعنى آخر يجب حث المشاركين على احترام ما يسمى بآداب الاجتماع الافتراضي والتي ستساهم بشكل أساسي في إنجاح الاجتماعات.
وبشكل عام، فقد يعتبر الوضع الحالي فرصة لنا ولمجتمع الإنتوساي للنظر فيما إذا كان باستطاعتنا تحويل الجزء الأكبر من أنشطة الإنتوساي الأساسية إلى تواصل افتراضي بدلا من الاجتماعات وجها لوجه، التي تتطلب منا السفر حول العالم وقد تسفر عن ظروف وتحديات مثل تلك التي نواجهها حالياً.
الأمانة العامة للإنتوساي تتمنى لجميع الأعضاء والشركاء وأصحاب المصالح الصحة والعافية في هذه الظروف العصيبة، وندعوكم لتوخي الحيطة والحذر، وحافظوا على سلامتكم! يمكنكم الاعتماد علينا!
المزيد من الأخبار

SCEI webinars on the INTOSAI report "Navigating Global Trends"
Invitation from the INTOSAI Chair to SCEI webinars on the INTOSAI report "Navigating Global Trends", 18 and 19 March, 2025
How global megatrends will shape the work of SAIs: The Global Trends Report…

رسالة من رئيس الإنتوساي — شباط / فبراير 2025
إن الدور الرئيسي لمشاركة المواطنين وللأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة القوية هو بناء مستقبل مستدام.
يسلط رئيس المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الإنتوساي)، معالي…

مجموعة الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة بالدول الناطقة باللغة الإنكليزية والتابعة لمنظمة الأفروساي تطلق خطتها الاستراتيجية الطموحة للفترة 2025-2029
يسر مجموعة الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة بالدول الناطقة باللغة الإنكليزية والتابعة لمنظمة الأفروساي أن تعلن عن إطلاق خطتها الاستراتيجية للفترة 2025-2029، وهي خارطة طريق استشرافية مصممة…
- 1